1

تلخيص كتاب عقلك والانترنت ( الجزء الثاني )


  ماذا نفعل لتقليل ضرر الإنترنت علي عقولنا؟

لقد أقررنا أن الإنترنت لمعظمنا لا يمكن الاستغناء عنها سواء في الحياة أو في البيزنس.. وبالتالي النصائح التي سنقدمها ستكون في إطار التقليل من الضرر بقدر الإمكان.. معنا 5 نصائح تساعدنا علي تحقيق ذلك بإذن الله..


1- ما قل وكفي خير مما كثر وألهي!


تعال لنري كيف نطبق هذا المبدأ..


اكتب قائمة بكل الشبكات والمواقع التي تأخذ جزء كبير من وقتك يوميا. وبعد ذلك مر علي كل عنصر في هذه القائمة وتسأل نفسك الأسئلة التالية:


السؤال الأول..


هل هذا العنصر يضيف لك قيمة أو منفعة واضحة في حياتك؟


لو كان ما يقدمه هذا العنصر هو التسلية فقط.. فهذه مشكلة! من حقك طبعا أن تتسلي وترفه عن نفسك.. لكن الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت من أسوأ الطرق التي تفعل بها ذلك, وهذا بسبب قابليتها للإدمان, بالإضافة لكونها تؤثر سلبا عليك ذهنيا وجسديا ونفسيا.. فالأفضل أن تبحث عن وسيلة أخري للتسلية والترفيه.


فإن كانت إجابتك علي السؤال ب لا..


إذن عليك التوقف عن استخدام هذا العنصر. اغلق حسابك واحذف التطبيق من علي موبايلك.


أما لو كانت إجابتك نعم..


وبالفعل هناك قيمة ومنفعة حقيقية.. انتقل للسؤال التالي..


هل هذا العنصر هو أفضل وسيلة للحصول علي تلك المنفعة؟


إن كنت تستخدم انستجرام لمتابعة مثلا حساب ديني معين مفيد.. هل تلك الفائدة لا يمكن الحصول عليها بشكل أفضل من مكان أخر؟ فقطعا يمكنك الحصول علي نفس الفائدة وأكثر من مكان أخر.. فلا تقيد نفسك بانستجرام وتخلص منه!
وإن كان هذا العنصر هو ماسنجر فيسبوك مثلا.. والفائدة التي تحصل عليها منه هي التواصل مع الأصدقاء المقربين.. ألا يمكنك القيام بهذا باستخدام واتساب إن كنت تستخدمه بالفعل؟ هل تحتاج فعلا ل3 أو 4 وسائل للتواصل؟! تذكر أن "ما قل وكفي خير مما كثر وألهي", واكتف بواحد فقط حتي لو كنت ستخسر بعض جهات الاتصال..
هذه الجهات لو احتاجتك فعلا في أمر هام ستتمكن من الوصول إليك, فلا تقلق! انتقل للسؤال التالي.


السؤال الثالث..


هل الطريقة التي تستخدم بها هذا العنصر هي أفضل طريقة لتحقيق المنفعة منه؟


إن كنت تري أن يوتيوب مثلا يقدم لك منفعة وقيمة حقيقية أو يساعدك في تطوير ذاتك يصعب الحصول عليها من مكان أخر.. هل تري أنك تستخدمه بالطريقة التي تعظم تلك المنفعة فعلا.. أم أن معظم الوقت الذي تقضيه عليه يضيع في أشياء أخري غير المنفعة التي حددتها؟


إن كنت تستخدمه بالطريقة المناسبة.. أحسنت.. استمر علي ذلك.


أما لو غير ذلك إذن ستحتاج لتغيير طريقة استخدامك له..
اختر أفضل الحسابات في مجال معين.. لا تتابع كل ما يقع في طريقك ظنا منك أنك تحصل بهذا علي فائدة أكبر! بالعكس ستتشتت وتضيع تركيزك ووقتك, وستقلل من فرصتك في تطبيق ما تتعلمه من تلك الحسابات.


أخر نقطة أود ذكرها في هذه النصيحة هي أنك إن لم تكن صادق مع نفسك في إجاباتك علي الأسئلة السابقة فهذا يعني أنك لا تساعد نفسك.. وإن لم تتمكن من مساعدة نفسك.. لن يتمكن أحد من مساعدتك!


2- تخلص من فوبيا فوات الأشياء!


وجود الإنترنت معنا في كل مكان أصابنا بنوع من الخوف اسمه fear of missing out الخوف من فوات الأشياء.. الشخص الذي كان يخرج من بيته في الماضي بدون أي وسيلة اتصال مع أنه سيقضي معظم يومه خارج المنزل أصبح لا يستطيع البعد عن هاتفه ولو نصف ساعة! وإن خرج من المنزل واكتشف أنه نسي الهاتف.. تجده يرجع مرة أخري ليحضره حتي لو كان تأخر عن عمله أو مشاويره!
أصبحنا نشعر بضرورة زائفة لمتابعة الأحداث أول بأول.. نشعر أننا لو انقطعنا عن الإنترنت لفترة طويلة ستفوتنا أمور عظيمة لا يمكن تعويضها! وهذا شعور زائف ينتج عنه إدمان التفحص المستمر للإنترنت والشبكات الإجتماعية.
لكي نقضي علي هذا الخوف نحتاج لأن ندرب أنفسنا علي البقاء بدون اتصال لفترة من الزمن إلي أن نتعود علي هذا الشعور ونكتشف أنه شعور زائف.


ما يمكنك عمله لتدريب نفسك الأتي:


1- من وقت لأخر جرب قضاء يوم كامل بهاتف قديم بلا اتصال بالإنترنت.. علي الأقل ستكون مطمئن أن في حالة كان هناك أمر عاجل سيتمكن من يحتاجك من الإتصال بك مباشرة.
2- من وقت لأخر اخرج من البيت لقضاء بعض المشاوير القريبة أو حتي للتمشية بدون الهاتف.. بدون أي وسيلة تواصل.. ولا تخف!
منذ  أعوام كان الجميع يخرجون من بيوتهم بدون هاتف لأنه لم يكن قد اشتهر بينهم أصلا.. ولم يكن أحد يعيش في قلق مستمر من حدوث شيء بدون علمه!
3- اغلق أحد حساباتك علي سوشيال ميديا لعدة أيام.
من وقت لأخر جرب قفل أحد حساباتك التي تستخدمها يوميا.. أو احذف التطبيق من علي الموبايل لعدة أيام.. وستكتشف بعد عودتك أنك لم يفتك شيء يستحق!


3- اتبع نظام جلسات العمل


وهو أن تختار شيء فقط تعمل عليه لفترة زمنية من 15 ل 30 دقيقة ولا تقوم بأي شيء أخر غير العمل علي هذا الشيء فقط.
هذا الأسلوب بالإضافة لكونه سيزيد من إنتاجيتك في البيزنس أو الدراسة.. فهو أيضا يعتبر تمرين علي التركيز.


وإليك 3 نصائح تساعدك علي النجاح في تطبيق هذا الأسلوب...


1- لا تضع هاتفك الذكي بجانبك


إن كنت ستستخدم الهاتف نفسه في ضبط وقت الجلسة.. قم بعدها بوضعه بعيدا عن مجال رؤيتك.. ضعه داخل درج.. أو وراء ظهرك أو في أي مكان بعيد عن يديك ونظرك. ولا تنسي ضبط الهاتف علي الوضع الصامت أو وضع الطيران حتي لا تشتتك اصوات الإشعارات المختلفة.


2- قائمة المشتتات


خلال جلسة العمل مخك الذي تعود علي التشتت سيحاول التفكير في أي شيء أخر.. جهز بجانبك ورقة وقلم لتكتب فيها الأمور التي سيتذكرها مخك لتطمئن أنك لن تنساها وتتمكن من عملها أو مذاكرتك مباشرة.. وبعد الانتهاء من الجلسة يمكنك إلقاء نظرة علي قائمة المشتتات وعمل ما يستحق العمل منها فعلا.


3- برامج حجب المواقع


إن كان عملك يعتمد جهاز الكمبيوتر.. يفضل أن تستخدم أحد برامج حجب المواقع تضع فيها قائمة بالمواقع التي تشتتك وتختار حجبها من جهازك لفترة زمنية تحددها بنفسك.
أما لو كانت جلسة العمل التي تعمل عليها لا تحتاج الإنترنت أصلا.. فمن الأفضل أن تفصل الإنترنت من الأساس خلال جلسة العمل.


4- لا تضحي بنصيبك من العزلة


الإنسان في حالة للإنعزال من وقت لأخر.. لينعزل مع أفكاره ليتأملها ويحللها. مواقع التواصل الاجتماعي علي وجه الخصوص تسببت في ظاهرة غريبة.. وهي أنها تحرمك من إيجابيات العزلة وفي نفس الوقت تعطيك سلبياتها!
أشهر سلبيات العزلة هو الشعور بالوحدة.. وبالرغم من الاتصال والتواصل المستمر.. مواقع التواصل الاجتماعي تجعلك في حالة مراقبة دائمة لعشرات إن لم يكن مئات الناس فتعرف أحوالهم وأخبارهم.. وهذا عادة ما ينتج عنه مقارنة حالك بحالهم.. ولأن الناس تشارك عادة أفضل لحظاتها هذا إن لم يصطنعوها فيتسبب هذا في إحساسك بالشفقة علي نفسك لأنك لست مثلهم.. ويشعرك بالانعزال عنهم, ويعطيك إحساس بأن حياتك مملة ليس فيها ما يستحق المشاركة!
أي أنك شعرت بالوحدة بدون أن تستفيد من إيجابيات العزلة.
العزلة مهمة لنضوج الأفكار.. وصعب أن تحصل عليها وأنت طوال الوقت ممسك بنافذة مفتوحة علي أحوال مئات الناس تتواصل مع بعضهم, وتتابع حياة وأفكار البعض الأخر.
النصيحة هنا.. عود نفسك علي الجلوس أو التمشية وحدك مع أفكارك.. بدون موبايل, وبدون اتصال أو تواصل مع أي شخص..


5- كن واعيا بحجم المشكلة


معظم البشر بكل أسف لا يحسنون تقدير الأمور التي تأخذ فترة طويلة من الزمن.. سهل جدا أن تقلل من حجم مشكلة ضعف التركيز إن كان ضررها عليك علي مستوي اليوم لا يذكر.. لكن تذكر أن مجموع تأثيرها خلال سنوات قد يشكل الفرق بين إنسان ناجح وفي حالة مادية ومعنوية مرتفعة.. وبين شخص محبط.. يشعر أن سنين من عمره ضاعت بدون أي إنجاز يذكر.
مصادر العلم والمعرفة أصبحت متاحة والوصول متاحة إليها سهل.. لكن القدرة علي اكتساب العلم والمعرفة أصبحت أصعب.. والسبب الأساسي هو ضعف قدرة معظمنا علي الصبر علي التعلم.
البعض يشتكي أن فيديو علمي مدته 10 دقائق ويري أنها مدة طويلة بالنسبة له.. البعض لم يعد لديه القدرة علي قراءة مقالة طويلة.. فما بالك بالكتب!
الشخص الذي يمتلك القدرة علي التركيز لفترات معتبرة لديه نقطة تفوق كبيرة علي أقرأنه.. وفرصته في تحقيق أهدافه ومشاريعه أكبر بمراحل ممن يترك نفسه للتشتت وينتظر من الأخرين أن يقدموا له العلم بطريقة مسلية ممتعة في كبسولات يبتلعها بسرعة بدون تعب أو ملل, ولا يدرك أن أقصي ما سيحصل عليه بهذه الطريقة هو مجرد قشور وليس معرفة حقيقية يمكنه الاعتماد عليها في عمله وحياته.

 

لمعرفة ما تفعله الإنترنت بعقولنا أقرأ في تلخيص كتاب عقلك والإنترنت ( الجزء الأول ) اضغط

ولمزيد من المعلومات عن أعرف نفسك اضغط هنا

موضوعات ذات صلة:

تنمية بشرية اضغط

طرق النجاح اضغط

العلاقة بالمحيط اضغط

تطوير الذات اضغط

الطاقة اضغط

 

اسم الكتاب: عقلك والإنترنت

اسم الكاتب: Nicholas Carr

تلخيص: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

تلخيص كتاب عقلك والانترنت ( الجزء الثاني )

كتاب عقلك والانترنت

التقليل من اضرار الانترنت ( عقلك والانترنت )

Copy Right 2018