1

تلخيص كتاب عقلك والانترنت ( الجزء الأول )


 تأثير الإنترنت علي عقلك:

الإنترنت تمثل معضلة لمعظمنا.. من ناحية هي تقنية مفيدة جدا وقد صنعت ثورة في مجالات التجارة والتعليم والتواصل. لكن من ناحية أخرى استخدام الإنترنت له الكثير من السلبيات علي المستوي الشخصى.

لو سألتك ما هو أكبر ضرر تسببه لك الإنترنت؟


لربما كان جوابك هو "إضاعة الوقت". وإضاعة الوقت طبعا مشكلة كبيرة والكثير من الناس تسرق منهم أعمارهم بسبب الإنترنت.. استخدام الإنترنت لفترات طويلة يعيد تشكيل مخك حرفيا! بشكل يجعلك تدمن التشتت ويفقدك القدرة علب التركيز حتي في غير فترات استخدامك للإنترنت.
المخ به قدرة خاصة تسمي المرونة العصبية وهي التي ينتج عنها تقوية أي دوائر عصبية خاصة بوظيفة معينة تقوم بها بشكل دوري.. وقد ينتج عنها ضعف لدوائر عصبية أخري خاصة بأي وظيفة توقفت عن القيام بها!


الأمر يشبه العضلات.. العضلات التي تستخدمها بشكل دوري تصبح قوية.. بينما العضلات التي  لا تستخدمها تضمر وتضعف.


أي تقنية أو أداة استخدمتها.. عادة ماتجعلك تستخدم قدرات ذهنية معينة بشكل أكبر.. وتقلل من اعتمادك علي قدرات ذهنية أخري..


الكتاب يضرب عدة أمثلة بأدوات وتقنيات قديمة.. 


فالساعات.. مثلما ساعدتنا في معرفة الوقت بدقة بسهولة.. هي كذلك أضعفت من قدراتنا علي تخمين الوقت بالنظر لضوء النهار وشكل الظلال.. لأن بمجرد وجود الساعة لم يعد هناك حاجة للتركيز مع الظواهر التي تساعدنا علي تخمين الوقت خلال اليوم..
بل وحتي تقنية قديمة كالكتابة.. اعتماد الإنسان علي كتابة الأشياء المهمة حتي لا يفقدها جعله يقلل من اعتماده علي الذاكرة, مما نتج عنه ضعف في قوة الذاكرة.
مثال أخر يطرحه الكتاب عن كاتب مشهور في نهاية القرن ال19 قام باستبدال الورقة والقلم بالألة الكاتبة.. وبعد فترة من استخدامه لتلك الأداة الجديدة لاحظ أن أسلوبه في الكتابة تغير! لاحظ أنه أصبح يستخدم عبارات أقصر وكلمات أبسط.. ربما لأن الكتابة بالأله الكاتبة كانت أصعب عليه من استخدام الورقة والقلم مما جعله بشكل غير واعي يستخدم أسلوب يسهل عليه الأمر.. أي أن اختلاف الأداة جعله يغير من أسلوبه في التعبير عن أفكاره!
وجود بعض السلبيات في أداة لا يجعل منها أداة سيئة في العموم, ولا يعني أن عليك التوقف عن استخدامها. التصرف المنطقي هو أن نوازن بين قدر المنفعة الذي نحصل عليه من تلك الأداة أو التقنية وبين قدر الضرر الناتج عن استخدامها,


 ثم نختار ما بين ثلاث خيارات:


الخيار الأول:


هو أن نستمر في استخدام التقنية رغم الضرر.. ربما لأن الضرر بسيط مقارنة بمقدار المنفعة. فأنا أستعين بأدوات رقمية لحفظ وتنظيم أفكاري ومشاريعي.. وهذا غالبا ينتج عنه تقليل اعتمادي علي ذاكرتي, مما قد ينتج عن بعض الضعف في قوة الذاكرة.. لكن بالنسبة لي هذا الضرر بسيط مقارنة بالفائدة التى أحصل عليها من حفظ وتنظيم أفكاري ومشاريعي مع ضمان عدم نسيان أي تفاصيل مهمة.


الخيار الثاني:


هو أن نستمر في استخدام التقنية لكن مع إصلاح الضرر الناتج عنها. استكمالا للمثال السابق.. يمكنني أن أستمر في استخدام الأدوات الرقمية لحفظ وتنظيم أفكاري.. وفي نفس الوقت يمكنني عمل تمارين لتقوية الذاكرة من وقت لأخر.
طبعا هذا الخيار يفترض أن المنفعة التي نحصل عليها من هذه التقنية تستحق الجهد الإضافي الذي نبذله لإصح الضرر الناتج عنها.


الخيار الثالث:


هو أن نتوقف عن استخدام تلك التقنية.. وهذا في حالة أن الضرر والجهد الإضافي الذي سيضيع في محاولة إصلاح الضرر.


طبعا اختيار واحد من هذه الخيارات يتوقف عن مدي معرفتك وتقديرك للمنفعة والضرر.. فقد تستخدم أداة أو تقنية معينة بدون أن تدرك مقدار الضرر الي تسببه لك.


فإذا أردنا الحديث عن الإنترنت كأداة وتقنية كلنا نستخدمها بشكل يومي حاليا.. فبالنسبة للمنفعة.. لن نتكلم عنها كثيرا.. فأظن أن كلنا يعرف كم الفرص التي توفرها الإنترنت في مجالات البيزنس والتعلم والتواصل. استخدام الإنترنت أصبح بشكل ما ضرورة لمعظمنا بشكل يجعل التوقف عن استخدامها لا يبدو خيار مطروح من الأساس!
أما بالنسبة للضرر.. فهل نحن مدركون لكل أضرارها بشكل يسمح لنا حتي بمحاولة إصلاح تلك الأضرار أو التقليل منها بقدر الإمكان؟


ما تفعله الإنترنت بعقولنا؟


هناك موقف غريب ربما يحدث مع الكثير منا..


أن تكون مستغرق في قراءة مقال أو مشاهدة فيديو يعجبك.. ومع ذلك تجد نفسك قد توقفت عن القراءة أو المشاهدة وقمت بغلقاء نظرة علي شىئ أخر! واتساب أو فيسبوك مثلا..
عادة ما تعود مرة اخري لإكمال القراءة او المشاهدة, لأنه كما قلنا أنت معجب بالمحتوي وترغب في إكماله! لكن السؤال هنا..
إن كنت لم تشعر بالملل أصلا.. فما الي جعلك تتوقف وتصرف انتباهك لأمر أخر؟!


مؤلف كتاب The Shallows يقارن بين الإنترنت والكتب كوسائل لاكتساب المعرفة فيقول..


هيكلة الكتاب من حيث أنه عادة ما يغطي موضوع واحد بعمق.. وأنه مرتب بشكل تسلسلي بحيث كل  فكرة تنقلك لفكرة أعمق وأكثر تفصيلا.. هذه الهيكلة تدفعك وتساعدك علي التركيز والتعمق في موضوع الكتاب.
بينما علي الإنترنت الوضع مختلف.. إن كنت تقرأ مقالة علي الإنترنت.. حتي لو كانت هذه المقالة عن التركيز!.. ستجد ان الصفحة التي تقرأ فيها مليئة بعشرات الروابط والأزرار التي تدعوك للضغط عليها للقيام بشىء أخر غير الاستمرار في قراءة المقالة أي قبل التعمق في أي شىء ستكون قد انتقلت لشىء جديد! والمخ البشري فضولي جدا ويحب التعرض لأشياء جديدة باستمرار..
الإنترنت لا تساعدك علي التركيز والتعمق في شىء واحد.. بل بالعكس تشجعك علي التشتت والتنقل سريعا بين الصفحات.


حتي عملية القراءة نفسها تختلف ما بين الإنترنت والكتاب.. كثير مما نقرأ علي الإنترنت قد يكون بلا قيمة او قد لا تكون متأكد بعد من كون ما تقرأه هذا سيفيدك فعلا أم لا.. فكثير منا بدون قصد تعود علي نوع من القراءة السريعة اسمه Skimming.. مثل قراءة الجرائد.. حيث تقفز عيناك بين العبارات والفقرات وأحيانا تكتفي بالعناوين فقط.. وبالتالي تركيزك وفهمك لما تقرأه يكون أقل وسطحي أو ضحل.


لكن ما المشكلة في القفز والتنقل السريع؟


أي معرفة تطلع عليها تحفظ أولا فيما يسمى بالذاكرة قصيرة الأمد Short-term memory , وبعدها تنتقل ببطء للذاكرة طويلة المد.. المعرفة المحفوظة في الذاكرة طويلة الأمد هي التى تبقي معك ويمكنك الاعتماد عليها لاحقا في الحياة أو البيزنس .


مؤلف الكتاب يقول أن "التركيز او الانتباه هو الوسيلة التي تنقل بها المعرفة من الذاكرة قصيرة الأمد إلي الذاكرة طويلة الأمد.
التنقل السريع بين الموضوعات المختلفة لا يعطي الوقت الكافي لمخنا لنقل ما تعلمه للذاكرة طويلة الأمد وبالتالي تخسر الكثير مما تقرأ وتشاهد علي الإنترنت!


جوجل وفيسبوك ربما يقدمون لك خدماتهم بدون مقابل مادي مباشر.. لكن هذا لا يعني أنهم يقدمونها مجانا! وإنما يقدمونها مقابل جزء من تركيزك وانتباهك! هناك صراع محتدم بين كل تلك الشركات والمواقع للاستحواذ علي تركيزك ووقتك لعرض أكبر قدر من الإعلانات.


إن كنت تقضي ساعة من يومك علي يوتيوب.. فمن مصلحة يوتيوب أن تشاهد في تلك الساعة 20 او 30 فيديو.. لن ها يقابله عرض أكبر من الإعلانات وبالتالي ربح اكبر للشركة.. فستجد الموقع يغريك دائما بمقاطع فيديو مقترحة في كل مكان.. ورغم هذا إلا ان يوتيوب أفضل حالا من باقي الشبكات الإجتماعية مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر. فلو كانت فترة الإنتباه علي يوتيوب تقدر بالدقائق.. فهي علي فيسبوك وانستجرام تقدر بالثواني!
لو تاملت أي شخص أثناء استخدامه لهذه الشبكات.. ستجد أنه يحرك أصابعه علي الشاشة كل عدة ثواني لكي يري منشور او صورة جديدة.. هو فعليا لا يركز مع كل منشور سوي ثواني معدودة!
أضف إلي ذلك أن تلك المنشورات عادة ما تكون متنوعة جدا.. ما بين ما هو ساخر.. ديني.. سياسي.. رياضي.. وهكذا.
نحن نقوي الدوائر العصبية لعادة التشتت وطلب الجديد بشكل مستمر.. وللأسف التشتت وضعف التركيز هذا ليس مقتصر فقط علي الوقت الذي تستخدم فيه الإنترنت مواقع التواصل.. التشتت وعدم القدرة علي التركيز يظلان معك عندما تعود إلي عملك ودراستك.
بدون قدرة علي التركيز لفترة معقولة.. سيكون من الصعب جدا عليك أن تتعمق في أى موضوع أو عمل مهم.. سرعان ما ستشعر بالملل والحاجة لتلبية طلب المخ في التعرض لشىء مختلف وجديد.. فتعود مرة اخري للإنترنت أو الموبايل. ولو منعت نفسك من الرجوع للإنترنت ومواقع التواصل.. ستشعر بالرغبة في عمل أي شىء أخر لا يتطلب تركيز.. فتنهض من مكانك لتبحث عن شخص تتحدث معه, أو تبحث عن شىء لتأكله أو اي شىء مختلف.. وبالتالي صعب أن تتميز في عملك أو في دراستك.. صعب أن تحقق طموحاتك من أهداف وبيزنس شخصي.. 


الحقيقة أن إدمان التشتت يتخطي الشعور بالملل.. فمخك أصبح يدمن التشتت حبا في التشتت نفسه وليس فقط هروبا من الملل!


بهذا نكون قد عرفنا المشكلة وحجمها لكي نعرف  ماذا نفعل وكيف نقلل من ضرر الانترنت أقرأ في تلخيص كتاب عقلك والانترنت ( الجزء الثاني ) اضغط

 

لمعرفة المزيد عن أعرف نفسك اضغط هنا

موضوعات ذات صلة

تنمية بشرية اضغط

تطوير الذات اضغط

العلاقة بالمحيط اضغط

 

اسم الكتاب: عقلك والإنترنت

اسم الكاتب: Nicholas Carr

تلخيص: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

تلخيص كتاب عقلك والانترنت ( الجزء الأول )

عقلك والانترنت

كتاب عقلك والانترنت

 

Copy Right 2018